الإسعافات الأولية للأطفال

تعلُّم الإسعافات الأولية للأطفال هو أمر ذو أهمية كبيرة، فقد تتمكن من خلال معرفتك بأساسيات الإسعافات الأولية للأطفال من إنقاذ حياة طفل، أو التخفيف من مخاطر إصابته للحدود الدنيا.



أولاً: أهمية تعلُّم الإسعافات الأولية للأطفال

وفيما يأتي سنعرض أكثر الأسباب التي توضِّح أهمية تعلم الإسعافات الأولية للأطفال:

1. الوقاية من المخاطر:

يزيد تعلم الإسعافات الأولية من الوعي والقدرة على التعامل مع المخاطر التي قد تواجه الأطفال، فقد يتعرض الأطفال لعدة حوادث مثل السقوط، والحروق، والتسمم أو الاختناق، وعندما تكون قادراً على تقديم المساعدة في هذه الحالات ستحميهم من الأضرار البالغة.

2. الحفاظ على الحياة:

توفر الإسعافات الأولية للأطفال مبادئ أساسية للتصرف السريع والفعال في حالات الطوارئ، فقد تساهم هذه الردود السريعة في إنقاذ حياة الطفل قبل وصول الرعاية الطبية الطارئة.

3. الحد من الإصابات:

تقود الإسعافات الأولية السليمة للأطفال إلى تقليل فرصة تفاقم الإصابات وتقديم الرعاية والدعم اللازمَين في أقرب وقت ممكن، وقد تكون الاستجابة السريعة والصحيحة للحوادث هامة جداً للحد من خطر الإصابات الجسدية والنفسية.

4. تعزيز الثقة والاحترام:

يمنحك تعلم الإسعافات الأولية الثقة في التعامل مع الطوارئ وتقديم المساعدة للأطفال، وهذا يؤدي إلى تعزيز الثقة والاحترام بينك وبين الطفل، وقد يؤدي إلى تطور علاقة قوية ومحترمة بينكما.

من الهام أن تتعلم الإسعافات الأولية الخاصة بالأطفال من خلال دورات تدريبية معتمدة أو استشارة الخبراء في هذا المجال، وتذكر أنَّ الإسعافات الأولية للأطفال قد تختلف عن تلك للبالغين؛ لذا يجب أن ينصب اهتمامك على العناية بالفئة العمرية المستهدفة.

ثانياً: ما هي الحالات الطبية الشائعة عند الأطفال؟

توجد عدة حالات طبية شائعة يمكن أن يواجهها الأطفال، ومن الهام جداً أن تتعلم كيف تتصرف وتتعامل معها، وتقدم الإسعافات الأولية للأطفال في حال إصابتهم بها.

إليك بعض الأمثلة عن هذه الحالات:

1. الإنفلونزا ونزلات البرد:

تعد من أكثر الحالات الطبية شيوعاً عند الأطفال، وتتميز بأعراض مثل احتقان الأنف، والسعال، والحمى، والعطس، واحتقان الصدر.

2. التسمم الغذائي:

قد يتعرض الأطفال للإصابة بالتسمم الغذائي نتيجة تناول الأطعمة أو المشروبات الملوثة بالبكتيريا أو الفيروسات.

3. التهاب الأذن:

يعد التهاب الأذن أحد الحالات المشتركة لدى الأطفال، وهو نتيجة لالتهاب الأنابيب التي تربط الأذن الوسطى بالحلق.

4. التهاب الحلق:

يمكن أن يُصاب الأطفال بالتهاب الحلق الذي يتسبب في ألم وتحسس في الحلق، قد يكون سببه فيروساً أو بكتيريا.

5. الربو:

يتعرض بعض الأطفال للإصابة بمشكلة التنفس الشائعة والمزمنة والمعروفة باسم الربو، التي تؤثر في مجرى الهواء وتسبب صعوبة في التنفس.

6. الحساسية:

قد يعاني بعض الأطفال من تحسس لمواد معينة مثل الحبوب، والغبار، والأطعمة، أو من لدغات الحشرات، ويعانون من أعراض حساسية مثل طفح جلدي أو سيلان عيون أو احتقان في الأنف.

تعد هذه المسائل فقط أمثلة عامة، ومن الضروري استشارة الطبيب في حالة ظهور أي أعراض غير طبيعية أو تدهور في الحالة الصحية للطفل.

شاهد بالفديو: كيف تحافظ على صحتك مدى الحياة؟

ثالثاً: كيفية التعامل مع تسمم الأطفال

يتعرض كثير من الأطفال للتسمم، وهذا ما يجعلك في حيرة من أمرك، وخاصة في حال كنت في مكان بعيد وتحتاج إلى وقت طويل للوصول المساعدة، وفيما يأتي سنتعلم كيفية التعامل مع طفل مصاب بالتسمم الغذائي، من خلال تعلم الإسعافات الأولية للأطفال المصابين بالتسمم، والتي تتضمن الإجراءات الآتية:

1. التأكد من سلامة الطفل:

أبعد الطفل عن مصدر التلوث واجعله في مكان نظيف وآمن، وأزل من فمه أو عن ملابسه كل أثر باقٍ من المادة التي سببت التسمم.

2. توفير الراحة والهدوء:

حاول تهدئة الطفل وإبقائه في حالة هدوء، فقد يشعر بالقلق والاشمئزاز بسبب التسمم.

3. تعويض السوائل:

قد يتضرر الطفل من الجفاف بسبب التسمم؛ لذا يجب تعويض السوائل المفقودة، وقد تكون السوائل العادية مثل الماء، أو الشاي أو الحساء الدافئ مفيدة.

4. عدم تناول الطعام لفترة مؤقتة:

قد يحتاج الجهاز الهضمي إلى الراحة للتعافي؛ لذا يجب تجنب إعطاء الطفل أي طعام لبعض الوقت، فاستشر الطبيب لتحديد المدة المناسبة.

5. التواصل مع الطبيب:

إذا استمرت أعراض التسمم، أو ظهرت أعراضاً خطيرة مثل التقيؤ المستمر، أو الإسهال الشديد، أو الحمى المرتفعة، أو صعوبة في التنفس، فيجب عليك الاتصال بالطبيب فوراً.

تذكَّر أنَّ هذه الإرشادات هي فقط تقديم إسعافات أولية، ويجب استشارة الطبيب في حالة التسمم الغذائي للحصول على تقييم ومعالجة متخصصة.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح لتحمي طفلك من التعرّض للحوادث في المنزل

رابعاً: الإسعافات الأولية لحالة الاختناق عند الأطفال

يعد الاختناق أيضاً من الحالات الطبية الشائعة التي تصيب الأطفال، ومن الهام تعلُّم الإسعافات الأولية لحالة الاختناق عند الأطفال، فيجب اتخاذ الإجراءات الآتية:

1. تقييم الوضع:

تأكد من خطورة الاختناق وتحديد إذا ما كان الطفل يعاني من احتجاز تام للتنفس أو لا، فإذا كان الاختناق كاملاً والطفل غير قادر على إصدار أي صوت أو البكاء أو التنفس، فيجب اتخاذ إجراءات الإسعاف فوراً.

2. إخراج الجسم الغريب:

في حال كان الطفل ما زال واعياً يجب تشجيعه على السعال بهدف إخراج الجسم الغريب.

3. التوجيهات الأولية:

اجعل الطفل مستلقياً على جزء علوي من جسده، مع وضع ذراعيه على فخذيه، ثم وجِّه ضربات خفيفة بين شفتيه باستخدام راحة يدك أو قبضتك.

4. تقنية ضغط البطن:

في حالة فشل التوجيهات الأولية في استعادة التنفس، يمكنك تطبيق تقنية ضغط البطن على الطفل؛ وذلك بوضع يديك فوق بطن الطفل، ثم الضغط بقوة إلى الداخل وإلى أعلى باتجاه الحجرة الصدرية لإزالة الجسم الغريب المسبب للاختناق.

5. البحث عن مساعدة طبية عاجلة:

في حالة استمرار اختناق الطفل وعدم استجابته للمساعدة الأولية، يجب الاتصال بالطوارئ الطبية على الفور واستدعاء المساعدة المتخصصة.

عليك أن تتذكر دائماً أنَّ هذه الإرشادات تقدم إسعافات أولية فقط، ويجب عليك البحث عن المساعدة الطبية المتخصصة في أقرب وقت ممكن.

خامساً: الإسعافات الأولية لحالة التحسس عند الأطفال

عند التعامل مع طفل مصاب بالحساسية، يجب اتخاذ الخطوات الآتية لتقديم الإسعافات الأولية:

1. تحديد العوامل المسببة:

حدد المادة أو المواد التي قد تكون سبباً في حدوث الحساسية لدى الطفل، فقد تشمل هذه العوامل الأغذية أو الأدوية أو اللدغات أو اللدوات أو الحساسية الجلدية، وما إلى ذلك.

2. التوجيهات الأولية:

في حالة حدوث رد فعل حساسي طفيف عند الطفل مثل الاحمرار أو الحكة، هدِّئه ووجِّهه للجلوس بشكل مريح وتجنَّب العوامل المسببة للحساسية.

3. العلاج الموضعي:

إذا كانت الحساسية تنتج عن رد فعل جلدي محدود مثل طفح جلدي أو احمرار محدود، استخدم كريمات أو مراهم مهدئة وملطفة للجلد بعد استشارة الطبيب المختص.

4. علاج الحساسية الشديدة:

إذا كانت الحساسية تسببت في صعوبة في التنفس أو تورم شديد أو انخفاض في ضغط الدم، يجب الاتصال بالطوارئ الطبية على الفور واستدعاء المساعدة الطبية المتخصصة؛ وذلك لإعطاء العلاج الطارئ مثل حقن الأدرينالين.

5. الابتعاد عن العوامل المسببة:

تجنَّب العوامل المسببة للحساسية قدر الإمكان؛ لتفادي حدوث تفاقم للحالة، واتبع نصائح طبيبك فيما يتعلق بالحصول على تحاليل حساسية وكتابة قائمة بالعوامل المسببة وتجنبها.

هذه الإرشادات كما تعلم هي لتوجيه إسعافات أولية فقط وتجنب التفاقم؛ لذا ابحث عن استشارة طبية أكثر تخصصاً واتبع إرشادات الطبيب المعالج للتعامل بشكل فعال مع حالة الحساسية لدى الطفل.

إقرأ أيضاً: حساسيّة الربيع.. أعراضها وكيف تتغلّب عليها؟

في الختام: طرائق للتعامل مع الحالات الطبية الشائعة عند الأطفال

خير ما نختم به مقالنا، بعض الطرائق العامة للتعامل بشكل جيد مع الحالات الطبية الشائعة للأطفال، هذه الطرائق التي يمكننا اختصارها بما يأتي:

1. توفير بيئة آمنة:

تأكد من توفير بيئة آمنة للطفل لتجنب الحوادث، واستخدم حواجز السلامة في السلالم والأماكن الخطرة، وحافظ على المراقبة المستمرة للطفل في أثناء اللعب.

2. الحفاظ على النظافة:

حافظ على نظافة الأيدي والمواد الغذائية، فاغسل يديك ويدَي الطفل بانتظام بالماء والصابون، كما يجب تجنُّب المواد الغذائية غير السليمة للتقليل من انتشار العدوى المعوية.

3. تجنُّب الإصابة بالأمراض التنفسية:

تجنَّب الاختلاط مع الأشخاص المصابين بأمراض التنفس المُعدية، ويجب غسل اليدين بشكل متكرر وتعزيز ممارسات النظافة الشخصية مثل تغطية الفم والأنف عند السعال والعطس.

4. توفير ترطيب وتغذية جيدة:

تأكد من توفير ترطيب جيد للطفل وتغذية متوازنة، وقدم المشروبات بشكل منتظم وتأكد من تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الضرورية.

5. تجنُّب الحساسية والربو:

تجنَّب التعرض للمواد المسببة للحساسية مثل الغبار والحيوانات الأليفة، كما يجب الابتعاد عن المدخنين والأماكن ذات الهواء الملوث، ويجب أن تكون هذه الطرائق العامة نافعة في التعامل مع الحالات الطبية الشائعة للأطفال.

مع ذلك، دائماً ما ينبغي استشارة الطبيب إذا كنت تشعر بالقلق بشأن صحة الطفل، أو إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة أو تفاقمت.




مقالات مرتبطة